أهم المشكلات النفسية والسلوكية للطلاب

محمد ناصر ‏2024-01-07, 23:43 مساء 59
أهم المشكلات النفسية والسلوكية للطلاب

المشكلات النفسية والسلوكية يكثر انتشارها بصفة خاصة بين تلاميذ المدرسة الإعدادية والثانوية أي أنها تكثر بين المراهقين ولعل من أبرز هذه المشكلات ما يلي:

أ-السلوك العدواني 

ويتمثل هذا السلوك في مظاهر كثيرة منها التهريج في الفصل والاحتكاك بالمعلمين وعدم احترامهم، والعناد، والتحدي، وتخريب أثاث المدرسة والفصل (مقاعد الدراسـة- حوائط الفصل- دورات المياه) والإهمال المتعمد لنصائح وتعليمات المعلم وبالتالي المناهج المدرسية، وكذلك للنظم والقوانين المدرسية، وعدم الانتظـام إلى الدراسة، ومقاطعة المعلم أثناء الشرح، وإلقاء الطباشير واستعمال الألفاظ البذيئة، وأحداث أصوات مزعجة بالأقدام في أرضية الفصل...الخ من تلك الظواهر التي يكثر انتشارها بين بعض طلبة المدرسة الإعدادية والثانوية. 

وغالباً ما ترجع هذه الأنماط السلوكية إلى عوامل كثيرة متشابكة شخصية وأخرى اجتماعية منها عجز الوالدين عن سياسة توجيه المراهق أو فشله في الحصول على المحبة والتقدير من الكبار في المنزل، أو عدم احترامهم لوجهة نظره ومعاملته كطفل وقد ترجع هذه الأنماط السلوكية إلى فشل التلميذ في تحقيق ذاته، أو فشله في الدراسة، أو فشله في كسب عطف ومحبة المعلم، مما يجعله يعادي السلطة ممثلة في المعلم...الخ، وقد ترجع أيضا لإحساسه بعدم قبوله اجتماعياً، أما لعيب ظاهر فيه، أو لقبح منظره، أي لعدم توافقه اجتماعياً مع أقرانه، أو مع الأفراد من الجنس الآخر، فيسلك هذا السلوك العدواني كي يفرض ذاته ويعادي المجتمع. 

أضف إلى ما سبق من الأسباب كذلك عدم فهم بعض الأمور الدينية. والتناقض الذي يراه من الآخرين. والشطحات اللفظية لبعض القيادات التعليمية. كما أن العدوان والغيرة الملتهبة لدى بعض الطلبة لاختلاف المستويات الاقتصادية والشعور بالدونية في حالة رؤية المترفين تساعد في ذلك. خاصة الاستهجان بالطلبة الذين لا تتيح لهم ظروفهم الاقتصادية مسايرة زملائهم في الهندام والمظهر.

ب-الانطواء على النفس

يتسم الطالب المنطوي عـادة برغبتـه الشـديدة في العزلة، والسلبية، والتردد، والخجل، والاكتئاب ويتميز أيضاً الطالب المنطـوي بأحلام اليقظة، وقد يسرف في استخدام (العادة السرية) لإزالة ما يشعر به من مؤثرات وكبت جنسي، ويعاني من الصراع بين نزعاته ورغباته وبين القيم والمثل وتعاليم الدين. وقد ترجع أسباب تلك المشكلة أيضا إلى عدم توفر وسائل الترفيه. وعدم مشاركة المدرسة في المسابقات الرياضية. وأيضا سيطرة بعض التقاليد التي تمنع بعض الطلبة من الاشتراك في الأنشطة. والشعور بالبعد في المكانة الاجتماعية أو الاقتصادية عن الأساتدة أو الزملاء الآخرين.

وترجع أسباب الانطواء في الغالب إلى عوامل أسرية، فقد تكون ظروف التلميذ المنزلية سيئة، حيث يجد معاملة صارمة متزمتة أو تدليلاً زائداً وحرماناً من الاحتكاك بالآخرين خوفاً عليه منهم. فينشأ التلميذ في كلا الحالتين فاقداً الثقة بنفسه وبقدرته منزوياً غير متفاعل مع أقرانه، وقد يرجع سبب الانطواء مرضية يشكو منها التلميذ أو عاهة جسمية أو تشوهات، تجعله يحس بالنقص بمقارنة نفسه بزملائه. وقد يرجع لحالة اقتصادية منخفضة، يعاني التلميذ فيها من الحرمان في الملبس والمأكل والمصروف اليومي فينزوي بعيداً عن رفاقه. كما يعد السرحان وشرود الذهن المتكرر نتيجة النمو الذهني والفسيولوجي من أهم عوامل الانطواء على النفس.

ج- مشكلات الغياب والتأخر عن المدرسة:

يعتبر الغياب والتأخر عن المدرسة لسوء التكيف. والذي يكون سببه إما بيروقراطية الإدارة التي تسبب الإزعاج للطلبة. أو التميز في المعاملات بين الطلبة. كذلك من أسبابه ازدحام المدرسة بالطلبة. والغياب والتأخر يعتبران من المشكلات التي تتطلب التوجيه. وعادة ما يعكس غياب التلميذ من المدرسة لسوء حالته الصحية وما يعانيه من أمراض.

هذا بالإضافة إلى وجود عدة أسباب أخرى تسهم في غياب التلاميذ من المدرسة وهي أنها أحياناً ما يبقى بعض الآباء أطفالهم في العمل في المصانع، والمزارع والدكاكين، كذلك أحياناً ما يمتنع الأهل عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة إذا ما كان الجو بارداً أو ممطراً، كما أنه أحياناً ما يكون العطف والتدليل الزائد، من الأسباب التي تمنع التلميذ من الذهاب إلى المدرسة. 

أما عن التأخر عن المدرسة فغالباً ترجع بعض أسبابه إلى عدم الحاسة الزمنية )الإحساس بالوقت). وترجع أسباب أخرى إلى انشغال التلاميذ عن المدرسة بأمور أخرى كالأعمال المنزلية، وفشل الآباء في معاونتهم في المدرسة ومساعدتهم في الذهاب إلى المدرسة وكره التلميذ للمدرسة لارتباطها في ذهنه ببعض الخبرات الغير سارة.

شارك المقالة