كيف تعد المدرسة المواطن الصالح؟

محمد ناصر ‏2024-01-03, 00:38 صباحا 267
كيف تعد المدرسة المواطن الصالح؟

إعداد المواطن الصالح لا يكون من خلال الأسرة فقط. بل تلعب المدرسة دورا رئيسيا في ذلك. حيث يأتي ذلك عن طريق إحساس الفرد بالانتماء إلى المجتمع، ويبدو ذلك في اتجاهات الفرد وسلوكه تجاه أفراد المجتمع الذي يعيش فيه. وهو ما يمكن التوعية به من خلال المجتمع المدرسي عبر ما يلي من النقاط التي نسردها فيما يلي:

دور المدرسة في المواطنة الصالحة والثقافة 

المواطنة الصالحة يمكن أن تتحقق من خلال اشباع ثقافة المجتمع لحاجات الفرد وتحقيق رغباته حيث يؤدي ذلك إلى الاحساس بالرضا، الأمر الذي يتولد عنه الشعور بالانتماء إلى المجتمع، وذلك يؤدي إلى أن يتوفر لدى الفرد الاستعداد والرغبة في القيام بدوره في المجتمع مع توفر الإحساس لدى الفرد بأهمية هذا الدور وذلك مع وجود درجة من الثبات في القيم والأفكار والنظم التي يتميز بها المجتمع الذي يعيش فيه الفرد. وتستطيع المدرسة أن تقوم بهذه الوظيفة وذلك من خلال ما تتيحه للتلاميذ من فرص لإشباع احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية والثقافية، ومن خلال تنمية جميع قوى وإمكانيات وطاقات الفرد بحيث تجعله أكثر قدرة على خدمة مدرسته أولاً ثم يتعدى ذلك إلى خدمة وطنه.

المدرسة وسيلة للتجديد والتغيير والإصلاح الاجتماعي

فلعل أهم السمات التي تتصف بها المجتمعات المعاصرة هي التغييرات السريعة والكبيرة والتي لا تقتصر على مجال واحد من مجالات الحياة الإنسانية، ولا شك أن هذه الظاهرة تلقي على المدرسة مسئولية كبيرة فعليها أن تتابع هذه التغييرات وأن تسايرها حتى لا تكون المدرسة بمعزل عما يحدث في المجتمع من تطور. فالجماعات والأفراد دائماً ما تبحث عن الإفادة من المدرسة بوصفها عاملاً فعالاً في تنفيذ التغييرات المرغوبة في البناء الاجتماعي أو فعالية المجتمع، ومن هنا تتضح أهمية المدرسة بوصفها نظاماً حيوياً في حياة كل عضو من أعضاء المجتمع، فالمدرسة هي البؤرة الأولى في نظر المصلح الاجتماعي سواء كان اهتمامه متجهاً إلى تخفيض عدد الجرائم على سبيل المثال، أو تحسين المركز الاجتماعي للاشخاص، أو الحد من الزيادة السكانية. فإن للمدرسة نصيب في تشجيع أنواع أخرى من التغييرات المرغوبة في المجتمع. وهو ما يشجع على نشئة المواطنين الصالحين.

إيجاد التجانس الثقافي بين أفراد المجتمع ودوره في المواطنة الصالحة

فالمدرسة مسئولة عن تفاعل ومزج الثقافات المتباينة التي يصل بها الأبناء إلى المدرسة والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى التنافر، ومن خلال هذا التفاعل يمكن أن يحدث تجانس ثقافي بين هؤلاء الأبناء ويصبحون مشتركين في مكونات أو عناصر ثقافية واحدة. بما يساعد على جعلهم مواطنين صالحين.

المواطن الصالح هو القادر على العمل والإنتاج

من المعلوم أن العنصر البشري هو أداة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لذلك فإن هذه التنمية بأنواعها المختلفة تتطلب قوى بشرية تتوفر لديها المعارف والمهارات بحيث يجعلها قادرة على العمل والإنتاج في المجالات المختلفة، ولذلك تبدو أهمية المدرسة في القيام بهذه الوظيفة من خلال ما يتوفر لديها من إمكانيات وموارد بشرية وبرامج دراسية في مختلف التخصصات. ومن ثم يظهر المواطنين الصالحين القادرين على العمل والإنتاج.

المدرسة وسيلة لتحقيق النمو المتكامل لشخصية المواطن الصالح

شخصية الإنسان لها جوانب متعددة منها جوانب عقلية وأخرى انفعالية وعاطفية وثالثة جسمية ورابعة اجتماعية، لذلك فإن النمو المتكامل لشخصية التلميذ هو الذي ينصب على هذه الجوانب الاربعة. والشخصية المتكاملة لا يمكن النظر إليها بمنأى عن البيئة التي يعيش فيها الفرد حيث أن التكوين المتكامل للشخصية هو هدف التربية التي تعد الفرد للحياة في مجتمع يحتاج إلى شخصيات متكاملة داخل الاطار الاجتماعي، والمدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية تهدف إلى انتاج الشخصيات التي تعكس خصائص المجتمع فإنه يقع على عاتقها تلك الوظيفة في بناء وتكامل الشخصية الإنسانية وذلك من خلال توفير الامكانيات والموارد والبرامج والأنشطة التي تهتم بالتلاميذ سواء من خلال الفصول أو من خلال جماعات الأنشطة المختلفة لتنمية المواطن الصالح.

المحافظة على تقاليد الثقافة الفرعية الخاصة بالمواطن الصالح عبر المدرسة

فالجماعات ذات العرق الواحد أو العنصر الواحد أو الجماعات الدينية غالباً ما تضع على عاتق المدرسة متطلبات نقل مجموعة معايير وقيم ومعلومات خاصة، وقد أنشأت بعض الجماعات مدارسها الثقافية الخاصة – مثل المدارس الدينية أو المدارس الخاصة – لكي تيسر تنفيذ أهدافها.

شارك المقالة