التلفاز... أية وسيلة لأي هدف

محمد ناصر ‏2017-07-14, 18:06 مساء 1080
التلفاز... أية وسيلة لأي هدف

مما أصبح يؤرق الأباء اليوم و لا يدرون كيف يكون موقفهم منه و لا كيف يتصرفون مع أبنائهم بخصوصه وسيلة من الوسائل الحديثة وهي التلفاز ، ولعل خطورة الأمر تكمن في العلاقة الحميمة التي تكونت مع هذه الوسيلة ليس من الأبناء فقط بل من كل أفراد الأسرة وأيضا في المدى الزمني المستهلك أمامها ويزداد الأمر خطورة في مجتمعاتنا مع نقص المتابعة لسلوكات أبنائنا لتقويمها ومعالجة الآثار السلبية التي قد تسببها هذه الوسيلة، بل أصبحت هذه الوسيلة في أحايين كثيرة ملجأ يلجأ إليه الأباء للهروب من إزعاج أبنائهم ومن مطالبهم الملحة .

مما يستدعي فعلا طرح أسئلة حول مدى ما تحققه هذه الوسيلة من منافع أو مضار، وكيف يكون التصرف الصائب اتجاهها خصوصا في علاقة الأطفال معها باعتبار خطورة المرحلة العمرية التي يعيشونها ؟

كيفية تغذية الطفل

إن مناقشة هذه القضية من ناحية الأثر الذي تحدثه يتم من ناحيتين :

  • من ناحية البناء الذي يشكل شخصية الطفل
  • من ناحية التوجهات والقيم التي يتبناها الطفل
  • فمن ناحية البناء الذي يشكل شخصية الطفل تثبت الدراسات العلمية أن مشاهدة التلفاز عند الأطفال يتسبب:

  • قتل الخيال الذي يعتبر أهم عنصر من عناصر الابداع عند الانسان
  • الكسل والخمول وقلة الحركة مما ينتج عنه السمنة والترهل البدني
  • قلة التفاعل والتواصل الاجتماعي الطبيعي لما يسببه التلفاز من عزلة عن الوسط الاجتماعي وحتى الأسري
  • التلقي السلبي للمعلومة الذي يسبب قلة الابداع الفكري والتفكير الواقعي والمنطقي .
  • الارهاق البصري الذي يؤدي إلى النفور من استعمال البصر في ما له فائدة أكبر كالقراءة مثلا .
  • أما من ناحية التوجه والقيم التي يكتسبها الطفل بمفعول هذه الوسيلة :

  • التأثير على معتقدات الطفل وما يكتسبه من الأسرة من تقاليد باعتبار أن جل ما يقدمه التلفاز للأطفال هو من انتاج شركات اوروبية و امريكية بصفة عامة .
  • التأثير السلبي على التحصيل الدراسي نتيجة الارهاق البدني و الشرود الذهني الذي يسببه استرجاع ما تلقاه الطفل من التلفاز.
  • تنمية مشاعر الاحباط التي تسببها مشاهد العنف(أفلام الكارتون تتضمن أكثر من 80 مشهد عنف في الساعة ) والتي تؤدي إلى السلوك العدواني أو يؤدي إلى تهوينه في نظر الطفل مما يزيل العوائق إلى الانحراف الاجرامي .
  • كما يسبب الادمان على مشاهدة الطفل للتلفاز الهذيان الذهني فهو يخاف من الخروج و لا يشعر بالأمان ويصبح أكثر أنانية وشحا في تعامله مع من حوله ويميل إلى العدوانية المفرطة .
  • غيرأن ما تجدر الاشارة إليه هو ما تحققه مشاهدة التلفاز من أثار لها جانب إيجابي يتمثل في :

  • - أنه يزيد من ثقافة الطفل ويثري معلوماته نحو العالم والحياة المحيطة
  • - يتعلم من خلال مسلسلات الكبار نسيج الحياة الاجتماعية والعلاقات بين الناس
  • - زيادة في الحصيلة اللغوية والمفردات والمعاني

وانطلاقا مما تم بيانه فإن الدور الأكبر في توجيه هذه الوسيلة والتقليل من ضررها على الطفل يناط بالأباء ويتحدد هذا الدور بما يلي :

  • التقليل من استخدام التلفاز لمدة (1-2) ساعة يوميا مع الاهتمام بالبرامج النوعية .
  • جعل أجهزة التلفاز وألعاب الفيديو خارج حجرات الأطفال وعدم وضعها في أكثر الأماكن ظهورا في المنزل .
  • متابعة بعض البرامج مع الأطفال وتوجيه مضمونها بما لا يؤثر سلبا على سلوكات الطفل
  • محاورة الأطفال حول مضامين البرامج والاستماع إلى أرائهم فيها والاجابة على الأسئلة التي تثيرها أو توجيههم إلى المطالعة للإجابة عنها .
  • تنمية ثقة الطفل بنفسه و اكسابه قدرة على التمييز بين الواقع والخيال وعلى عدم تقليده لكل ما يراه .
  • تعويد الطفل على المشاهدة الإيجابية وإكسابه للمهارات النقدية
  • تحديد برنامجا عمليا للطفل يحتوي على فقرات تنمي هوايات ومهارات الطفل ولا يأخذ التلفاز فيه إلا مجالا بسيطا من الوقت .

 

شارك المقالة