محتويات
في البداية لابد وأن نعرف أن المدرسة على أنها عبارة عن منظمة تعليمية لا تنجح في تحقيق أهدافها إلا بالاعتماد على استخدام علم وفن الإدارة الحديثة. كما تعرف المدرسة على أنها المؤسسة المسئولة رسمياً والمتخصصة والمؤهلة علمياً وتعليمياً لتأهيل وتمكين وتنمية ورعاية المسئولية الاجتماعية عند أبنائها عمليات التعليم والتعلم التي تتم في المدرسة عمليات اجتماعية لأنها تدور في سياق تفاعل اجتماعى، كما تعرف المدرسة أيضاً على أنها مؤسسة تربوية تستهدف تحقيق عملیتي التعلم والنشئة. وفيما يلي نبذة عن هذا الكيان التعليمي وأهم أهدافه. بما يجعل من السهل التعرف على هذه المؤسسة بما يؤهلنا للتعامل معها على أفضل ما يكون تعليميا.
المدرسة ككيان تعليمي
المدرسة هي واحدة من المنظمات الاجتماعية التي أنشأها المجتمع لتقابل حاجة أو أكثر من حاجاته الأساسية سواء كانت حاجات تربوية أو نفسية عجزت الأسرة أن تؤديها وخاصة بعد أن تعقدت الحياة وكثرت المعارف والخبرات الإنسانية. وأصبحت الأسرة غير قادرة على استيعاب هذه المعارف، وبالتالي لم تعد قادرة على تبسيطها وترتيبها ثم نقلها وتوصيلها إلى الأبناء بعد ذلك.
لذلك المدرسة ضرورة اجتماعية لتكمل دور الأسرة وتحل محل الأسرة في بعض الوظائف التي عجزت عنها، لذلك أيضا تعتبر المدرسة أداة صناعية غير طبيعية إذا ما قورنت بالمنزل، ولكنها أداة ناجحة لتربية الناشئين باعتبارها منظمة متخصصة في توجيه حياة هؤلاء الناشئين، فالمدرسة لذلك أنشأها المجتمع عن قصد لتحقق له أغراضاً معينة لذلك فهي نقطة التقاء لعدد كبير من العلاقات الاجتماعية المتداخلة المعقدة، هذه العلاقات هي التي تساعد على تحقيق آمال وأهداف المجتمع، وقنوات يجري من خلالها التأثير الاجتماعي.
فالمدرسة بهذا المعنى لم توجد في المجتمع جزافاً، بل أوجدتها الحاجة الملحة إلى الحفاظ على مقومات الحياة الإنسانية، ومكونات الحضارة التي يعيشها الناس، وما توصل إليه الإنسان من أساليب التقدم، وما عرفه من الاكتشافات العلمية، وما مارسه من أنماط سلوكية، وما توصل إليه من الوان المعرفة والخبرة، وهكذا أصبحت المدرسة ضرورة لأي مجتمع وأصبحت الحاجة ملحة إلى العلميين الذين يحملون الرسالة في المدرسة.
محطات هامة في تاريخ نشأة المدارس
إذا تحرينا تاريخ المدرسة باعتبارها مكاناً للتعليم فإن الدلائل التاريخية تشير إلى أن الصينيين كانوا أول من فكر في إنشاء المدارس ولو أنها كانت قاصرة على الطبقة الأرستقراطية ثم تبع الصينيين اليونانيون وغيرهم.
مقالات ذات صلة
فتجد على سبيل المثال، أن طبيعة دور المدارس خلال العصور القديمة والوسطى ارتبط بطبيعة اهتمام الدولة أو السلطة السياسية وبنوعية الكوادر المتعلمة أو المثقفة لإدارة شئون ومؤسسات المجتمع.
كما أن طبيعة التعليم ارتبط بصورة كبيرة بالموجهات الدينية العامة للدولة كما ظهر ذلك واضحاً خلال العصور الوسطى المسيحية واهتمامها بطبقات اجتماعية معينة (طبقة الأغنياء) لتعليم أبنائها حتى يكونوا كوادر قيادية وسياسية في المجتمع المسيحي الأوروبي.
علاوة على ذلك فالنظام المدرسي ارتبط في بعض الأحيان بالأفكار الفلسفية واللاهوتية المسيطرة على طبيعة المجتمعات وحضاراتها العامة وهذا ما ظهر على سبيل المثال، في الفكر الفلسفي اليوناني القديم أو خلال مدرسة الإسكندرية الشهيرة.
أما الآن فالمدارس صارت للجميع وصارت المكملة للتنشئة الاجتماعية للجميع. وهو ما قد تم إيضاحه من خلال تعريف المدرسة والمقدمة، فضلا عن أهداف المدرسة التي سوف نقوم بشرحها فيما يلي.
أهداف المدرسة
المعرفة الإدراكية
حيث أوضح أن الهدف الأول والأساسي للمدرسة هو انتاج أو تخريج الأفراد الذين يكونون مزودين بالمعارف الإمبيريقية التجريبية والمهارة والتفوق التكنولوجي.
المواطنة
أي أن الهدف المتوقع من المدرسة أن تخرج لنا مواطنين صالحين وهم الذين يكونون مزودين بالمهام المناسبة والاتجاهات القيمية للمشاركة في المجتمع الديمقراطي، هذه الاتجاهات التي ينبغي أن تزود المدرسة بها الفرد لكي يكون مواطناً صالحاً. ومن هذه الاتجاهات: ممارسة العمل بصورة استقلالية وليست اعتمادية أو إتكالية، وتقبل المسئولية، وتنمية الثقة بالنفس، واحترام الوقت، وإتمام العمل في الوقت المخصص له، وإظهار القدرة على ضبط النفس.
التنشئة الاجتماعية
والهدف الثالث الأساسي الذي تسعى المدرسة إلى تحقيقه يتمثل في أن على المدرسة أن تنتج وأن تخرج لنا الأفراد حسني التكيف، وهم الذين يملكون مهارات شخصية تمكنهم من الاستفادة من البرامج الدراسية، ومن مراعاة مشاعر الآخرين، وإظهار الاحترام للكبار، والمشاركة في أنشطة الجماعات والتعاون مع أقرانهم.
الحراك الاجتماعي
يعني بأن المدرسة عليها أن توفر الطريقة أو السبيل الذي يمكن الفرد من تحقيق أو انجاز التحسن الاجتماعي.