محتويات
- - في كثير من الأحيان يشكو الأب أو الأم من تحكم الأولاد في البيت، ذلك أن هذا التحكم يمكن أن يفسد في كثير من الأحيان أشياء يعتز بها الأب أو الأم ويعتبر سوء تصرف في سلوك الأولاد .
- - فأحيانا قد يتدخل الأولاد في فرض شيئ معين في البيت أو في ترتيبه بشكل يرضي ذوقهم، كأن يكون هناك مثلا قطعة من أثاث البيت عزيزة على الأب والأم وتحمل ذكريات معينة أو أن يكون هناك مقعد مريح بالنسبة إلى الأب .
- ومع ذلك يصر الأولاد على إختيار الألوان التي تعبجهم أو تغيير ترتيب البيت بحيث يبدو أقرب إلى ذوق الأولاد منه إلى ذوق الأب أو الأم، وفي هذه الحالة قد تحدث مجادلات لا تجدي ويجد الأب والأم أنفسهما مضطرين إلى الموافقة غير راضيين .
- - ولذلك لا بد أن نعرف جميعا أننا بمجرد أن وافقنا مرة دون اقتناع فإننا ندخل في قائمة التنازلات التي لا تنتهي والتي قد تكلفنا كثيرا، ولا يحس الأولاد بهذا العبء لأنهم لا يدفعون شيئا، ولذلك فإن القرار لا بد أن يبقى في العائلة لأولئك الذي تستطيع عقولهم أن تميز بين الممكن وبين المستحيل، وبين المصاريف التي تحتاج إليها الحياة والمصاريف التي قد يتكلفها إحداث تغييرات غير معقولة في البيت، وفي هذه الحالة يكون تفكير الكبار أكثر مسؤولية وأكثر حكمة وأكثر خبرة .
- شاهد أيضا زوجي يتساهل في تربية الأولاد .
- إن هذا التدخل إذا توقف عند الحجرة التي يقيم فيها الإبن أو الإبنة فإن هذا بلا شك لا يسبب ضيقا للأب أو الأم لأن الأولاد في هذه الحالة يمكن أن يفعلوا ما يريدون داخل حجرتهم، ولكن المسألة نادرا ما تتوقف عند حجرتهم ففي كثير من الأحيان تمتد إلى باقي الحجرات، وفي أحيان أخرى يتأثر الإبن أو الإبنة برأي أصدقائهما ويطالبان بإجراء تغييرات في البيت حسب أذواق هؤلاء الأصدقاء. والمشكلة هنا تكون مشكلة بين جيلين، ذلك أن تفكير الأب والأم بالنسبة إلى ترتيب البيت يختلف تماما عن تفكير الأولاد، فالأب والأم يعتزان مثلا بأشياء في منزلهما تمثل لهما معنى أو ذكريات رحلة حياة، فهما يريدان بيتهما كما يحبان، ولكن التدخل المستمر للأولاد يؤدي إلى إفساد أشياء كثيرة، ومهما قال الأب والأم ليوضحا لأولادهما فإنه في الغالب يؤدي إلى نوع من المشاكل والمشاحنات المستمرة، فكل يحاول أن يرتب البيت حسب رغبته هو. على أن الخطر في الخضوع لرأي الأولاد دون اقتناع من الأب والأم هو أنه يمكن أن يستمر خاصة أن الأولاد في قبل البلوغ يبهرون بأشياء ثم بعد ذلك يغيرون رأيهم بسرعة، وقد تكون النتيجة أن يأتي وقت يكون فيه الأولاد غير راضيين والأب والأم غير راضيين. ولذلك لا بد لكل أم أن تفهم أولادها أن هذا البيت لا يخضع أساسا لذوقهم أو تفكيرهم فقط، ولكن يمكن أن يضيفوا إليه شيئا مقبولا يوافق عليه الوالدان. ولكن التحكم في وضع أشياء غير مقبولة يجب أن يواجه بالحزم من أول يوم، لذلك يجب على الوالدين أن يكونا حازمين فلا يسببا التعاسة لنفسيهما لإرضاء رغبة أولادهما.
نصائح
والنصيحة هي : ألا ينفعل الوالدان بالغضب الذي يبدو لى أولادهما لعدم الأخذ برأيهم في أشياء لا يقرها الأبوان، ذلك أن الغضب إنما قد يكون وقتيا وسرعان ما ينتهي، وما يفعله الوالدان من عدم الإستجابة إلى كل مطلب الأولاد إنما هو شيئ هام لتربية هؤلاء الأولاد وتنشئتهم بطريقة يعرفون فيها ما هو ممكن وأن يلتزموا به في حياتهم المستقبلية.