يتم تناقل قصه بناء ذي القرنين للسد في مختلف الديانات والكتب السماوية، ولا يعلم الكثيرون عن مضمون هذه القصة الملفتة للنظر والمليئة بالحكم والمواعظ وأهم التفاصيل عنها، ولذلك تعالوا معنا في هذه السطور التي سنأخذكم بها في جولة تاريخية غنية بالتفاصيل المشوقة..
متابعة ممتعة نرجوها لكم...
سد ذي القرنين
قبل الدخول إلى تفاصيل قصه بناء ذي القرنين للسد لابد من الإشارة إلى هذا السد العظيم الذي ورد ذكره في القرآن الكريم وكثرت الروايات والآراء حوله.
في الواقع إن سد ذو القرنين موضع اختلاف وغرابة فعلياً، فلا أحد يعلم الموقع الدقيق له لكن غالباً يقال بأنه يتوضع في أرض قوقاز بين مسطحين مائيين وهما: البحر الأسود وبحر قزوين، حيث تتواجد سلسلة من الجبال بينها يتوضع مضيق داريال الذي يضم سد ذو القرنين على الأرجح.
مقالات ذات صلة
ويقال أن قوم يأجوج ومأجوج من نسل يافث بن نوح (عليه السلام) محتجز داخل هذا السد، ويحاولون بشكل يومي الخروج منه
قصة بناء ذي القرنين للسد
تعود قصه بناء ذي القرنين للسد إلى أن أحد العلماء والقادة المسلمين ويقال بأنه الإسكندر الأكبر المقدوني في القرن الرابع قبل الميلاد، أشاد بضرورة بناء هذا السد من أجل حماية العالم الإسلامي من أشرار قوم يأجوج ومأجوج المفسدين.
وقوم يأجوج ومأجوج هؤلاء هم قبيلتين من نسل آدم ومن ذرية ياقث بن نوح، متوحشين للغاية يحترفون أعمال الشر من قتل وظلم وفساد كانوا يقيمون في شمالي آسيا وغالباً هم تتريون منغوليون.
وبالعودة إلى الحاكم الإسكندر، فهو حاكم عسكري صالح ينشر الإسلام وينهى عن الفساد، وعند طوافه في الأرض بغرض الدعوة اجتمع بقوم ضعفاء اشتكوا له من فساد قوم يأجوج ومأجوج وأذياتهم المتتالية، وطلبوا منه أن يقيم حاجز بينهما لمنع الضرر والأذى المتصاعد منهم.
وبالفعل فقد استجاب القائد الاسكندر لهم وقام بتلبية طلبهم من خلال بناء هذا السد بدقة لا متناهية لمنع خروج هذا القوم من بقعتهم حتى يوم القيامة.
وقد حفر لمسافات عميقة وأقام السد من المعادن الصلبة المذابة ودعمه بعضد راسخة لضمان قوته، وبالفعل فقد منع قوم يأجوج ومأجوج من الخروج منه إطلاقاً أو اختراقه.
وخلال الحقب الزمنية التالية قام الكثير من القادة العرب بالتحقق من سلامة السد ووضعه فوجدوا أن به شقاً واحدً بمقدار نصف درهم فقط، وما دون ذلك فهو ثابت ومتمكن في موضعه كأنما خلق من أصل الأرض بحسب ما وصفوه.
صفات سد ذو القرنين
يقال بأن سد ذو القرنين تم بناؤه بطرق متطورة للغاية واستراتيجيات هندسية ذكية، بحيث يتصف بما يلي:
- المواد الداخلة في بناء هذا السد عبارة عن حديد ونحاس مصهور مع قطع من المعدن الصلب لإحكام سد الثغرات.
- صعوبة تسلق هذا السد أو هدمه لوجود بنية تحتية قوية للغاية فيه.
- كل حجر طوب داخل في بناء السد يعادل طولها 1.5 متر وعرضها 12 سم تقريباً.
- يستند السد على عضادتين كل منها يبلغ عرضها 14 متر وسماكتها 27 متر.
- يبدو السد من الخارج مرتفعاً للغاية وشديد النعومة ذو سطح أملس، لذلك لا يمكن تسلقه ولا بأي طريقة.
- تم حفر الأرض تحت السد بعمق 30 ذراعاً أي ما يعادل 17 متر تقريباً لتقوية دعاماته وتمكينه على الأرض.
- يطلق على هذا السد اسم "بوابة إسكندر" نسبة على اسم القائد العسكري المسلم الإسكندر الأكبر المقدوني.
نهاية سد ذو القرنين
على الرغم من أن هذا السد راسخ وقائم بثبات وقوة وتمكن في الأرض، إلا أنه سيأتي يوم لا يعلمه إلا الله تعالى سيتمكن قوم يأجوج ومأجوج من هدمه وسيخرجون منه ويملؤون الأرض فساداً وعبثاً.
وخروجهم منه علامة من علامات اقتراب الساعة، وبحسب ما قيل أنهم قومٌ شدادٌ أقوياءٌ كثر، يخرجون من وراء السد ويتجهون نحو بحيرة طبرية ليشربوا الماء منها، فيمر آخر فرد منهم عليها ويقول "لقد كان في هذه البحيرة ماء"، دلالة على أن الماء تنفذ من كثرتهم.
يستمر قوم يأجوج ومأجوج بالسلب والنهب والخراب في الأرض حتى يأذن الله بإنهاء عهدهم، فيرسل عليهم دود من أنوف الجمال والاغنام يأتي على أعنق هذا القوم ويقتلهم، فيموتون كنفس واحدة.
وعند موتهم تصبح الأرض مليئة بالروائح الكريهة والنتنة، فيرسل الله عز وجلّ بأمره طيور لتحملهم وتنقلهم إلى مكان لا يعمله إلا الله تعالى.
وبذلك نصل معك إلى نهاية قصة بناء ذي القرنين للسد وقوم يأجوج ومأجوج الذين نسمع عنهم كثيراً لكن لا نعلم بالتفصيل حقيقة قصتهم، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم في هذه الرحلة الغنية بالفائدة ودمتم بخير..
مع تحيات فريق معلومة..