محتويات
- انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غربية وهي زيادة مطردة في الخلافات الزوجية بين الأزواج المسنين ،
- فأغلب الزيجات تبدأ بداية مشرقة عندما يحلق الزوجان الشابان في سماء الحب الحالم و العاطفة الرومانسية،
-
وما يلبث هذا الوضع أن ينتهي بعد مرور عدة أشهر من الزواج وتبدأ الخلافات الزوجية نتيجة لانقشاع سحب الحب ومواجهة واقعية الحياة، وصعوباتها،
- واختلاف عادات وتقاليد الزوجين نتيجة اختلاف النشأة و التربية والمستوى الاجتماعي لكل منهما،
- وعادة ما يتغلب الزوجان على هذه الصعوبات بعد سنتين أو ثلاث سنوات على الأكثر لتبدأ مرحلة الإنسجام الزوجي،
- ففي هذه المرحلة يتعاون الزوجان على تربية وتعليم أبنائهما ويتفانيان في سبيل ذلك،
- وتستمر هذه المرحلة إلى أن يحال الزوجان إلى المعاش ليواجها فجأة وبدون سابق إنذار مشاكل الفراغ والضياع والوحدة القاتلة، وبمعنى آخر،
- فإن منحنى الخلافات يرتفع بعد الزواج بعدة شهور ثم يعود فيخفض ليستقر إلى ما بعد المعاش حيث يبلغ ذروة ارتفاعه.
1- الخلافات الزوجية بعد سن المعاشرة
1- أسباب محتملة للخلافات
يقول أخصائيو علم النفس إنه كثيرا ما تحدث خلافات ومشاكل بعد إحالة الزوجين للمعاش، وقد يرجع السبب إلى تدخل الزوج في الأعمال المنزلية و شؤون الزوجة الخاصة وذلك نتيجة محاولة الزوج شغل أوقات فراغه بأي وسيلة من الوسائل بالإضافة إلى إحجام الزوجة عن تلبية كل هذه الطلبات. من ناحية أخرى يعاني الزوجان من فقدان النشاط و الحيوية، نتيجة لتقدم السن ، كما يواجهان دوامة الفراغ لإنشغال أبنائهما و أصدقائهما وذويهما عنهما وأخيرا يواجه الزوجان المحالان للمعاش الوحدة القاتلة التي تؤثر إلى حد كبير في نفسيتهما، ومن ثم تجد المشاكل والخلافات الطريق ممهدة لإقتحام حياتهما.
2- العلاج الموضوعي لتفاقم هذه الخلافات
هناك عدة وسائل لتجنب الخلافات الزوجية بعد الإحالة على المعاش نعرضها فيما يلي : ـ تنمية العلاقات الزوجية وتدعيمها باستمرار ويكون ذلك بالنزهات الترفيهية الأسبوعية أو الشهرية على الأقل، واستغلال المناسبات السعيدة بتقديم هدايا رمزية تعبر عن الحب. ـ توطيد أسس التفاهم الزوجي بالمناقشات الزوجية بدلا من المجادلات غير المجدية، وذلك بإستعراض نشاطات أفراد الأسرة المختلفة و تعضيد السوي من هذه النشاطات وتقويم الأخطاء ووضع خطة أسرية لمواجهة متطلبات المستقبل. ـ شغل وقت الفراغ قدر الإمكان بالرياضات الخفيفة المناسبة لكل الأعمار كرياضة المشي أو الهرولة. مع ملاحظة أن القيام بأي نشاط بدني رياضي من شأنه تحسين الدورة الدموية وتقوية عضلات القلب و تأجيل علامات الشيخوخة المبكرة، ومن ناحية أخرى يمكن التغلب على مشكلة الوحدة بارتياد الأندية الاجتماعية و الرياضية المتخصصة و التي تهتم بأمور المسنين وعموما من الضروري و الحيوي شغل وقت الفراغ المتاح بالأعمال المفيدة التي تثير اهتماما خاصا في نفسية الزوجين المسنين.
3- همسة في أذن زوجة المحال إلى المعاش
الزوج المحال إلى المعاش يعاني من أزمات نفسية حادة نتيجة انزوائه بعيدا عن الضوضاء والحياة، ومن ثم فواجب الزوجة الفاضلة الأول هو رفع معنويات زوجها وتعضيد آماله وطموحه في الحياة، فلا حياة مع اليأس، وبعض الزوجات اللاتي يتعودن عادة " النكد" يقوضن من سعادة وانطلاقة أزواجهن. قديما قالوا إن سقراط لم يتحول فيلسوف إلا بعد هروبه من نكد زوجته المستمر، ومن ثم توافر له الوقت للتفكير و الإبداع والخلق الأدبي.
4- الملل يهدد السعادة الزوجية
وقد يتسلل الملل إلى الحياة الزوجية مما يساعد على نشوب الخلافات، وعلامات الملل عديدة، تبدو في صورة إهمال الزوجة واجباتها المنزلية وعدم الاهتمام بتنويع وجبات الطعام، وكذلك إهمال مظهر وطريقة إرتدائها لملابسها ووضع ماكياجها، فالملل يؤدي إلى عدم الإهتمام بالنفس، فإذا استطاعت التغلب على الملل بشغل وقتها بأشياء نافعة سوف تشعر بالرغبة في التجديد وتشعر بالنشاط، مما يجعلها زوجة سعيدة قادرة على توفير حياة الاستقرار داخل المنزل مما يقلل من نسبة الخلافات و المشاحنات الزوجية.
5- علاقة الآباء بالأبناء بعد زواجهم
كثير من الآباء يحرصون على التدخل في حياة الأبناء بعد الإستقلال عنهم بالزواج، وقد تزيد حدة التدخل إلى الدرجة التي تؤدي إلى الشعور بالتدخل غير المرغوب فيه من وجهة نظر الأبناء، و هكذا تنشأ ظاهرة " الحموات " وما يصاحبها من مشاكل، وهذه الظاهرة أيضا لها تأثيرها المباشر في علاقة الوالدين، فلكل منهما وجهة نظر، فقد يرى الأب ترك الأبناء لشق طريقهم في الحياة دون تدخل منهما، في حين ترى الأم ضرورة التدخل نظرا إلى خبرتها في الحياة وبالطبع يكون وراء هذا التدخل عوامل نفسية. وفي هذا الصدد ينصح علماء النفس بعدم التدخل في حياة الأبناء حتى لا يؤثر ذلك تأثيرا عكسيا في علاقة الوالدين، وحتى يتاح للأبناء تكوين شخصيتهم الاستقلالية.
مقالات ذات صلة
6- تحقيق السلام والإستقرار في الحياة الزوجية
لا تتوقف السعادة الزوجية على نفسية الزوج فحسب، وإنما تتوقف أيضا على نفسية الزوجة. فالزوجة هي قائدة سفينة الحياة الزوجية فإذا كانت الزوجة سيئة الطبع حادة المزاج، و سريعة الانفعال، ففي هذه الحالة تفقد الحياة الزوجية بهجتها وتتحول إلى جحيم من الخلافات و الإهانات وسوء المعاملة. فالزوجة الواعية هي التي تتعرف على طباع زوجها وترضى بقدرها، فتحاول معالجة المشاكل بتعقل وحكمة بعيدا عن روح السيطرة وحب الظهور، فكثير من الزوجات تسيطر عليهن تلك الفكرة التقليدية التي تنادي بقوة الرجل وضرورة سيطرته على حواء، وبأن كل ما حققته البشرية من تقدم وازدهار وانتصارات إنما هو من فعل الرجل فعندما تضع الزوجة هذه الأفكار نصب عينيها تجدها تنطلق في سبيل تحطيم هذه المعتقدات البالية و الوهمية، إذ إن المجتمع العصري لا يعترف بمثل هذه المعتقدات العقيمة، لذلك يجب على الزوجة الحكيمة عدم الإنسياق وراء هذه الأفكار.
نصائح
إن من أهم العقبات التي تعترض الحياة الزوجية بعد الستين معايرة الزوجة لزوجها ومقارنته بغيره من الأزواج المسنين الناجحين، كأن تقول له " لماذا لا تعمل مثل فلان " وهنا يفقد الزواج ثقته بنفسه، وتتدهور حالته النفسية، ويكون رد الفعل خطيرا بالنسبة إلى علاقته بزوجته، فالمعايرة و التحقير و الإستخفاف ألوان متنوعة من العذاب النفسي، الذي قد يؤثر تأثيرا خطيرا في الحياة الزوجية، و غالبا ما يحطمها، فالحياة الزوجية في رأي البعض هي الحياة التي تخلو من النكد وحب السيطرة وكبت حرية الزوجين، والإنصياع وراء المعتقدات البالية.