حل الخلافات الزوجية بالمشاعر والمودة

محمد ناصر ‏2017-01-25, 23:54 مساء 718
حل الخلافات الزوجية بالمشاعر والمودة
  • عندما تحدث الخلافات الزوجية،
  • يواجه الزوجان اختبارًا حقيقيًّا لقوة علاقتهم، ورقي تفكيرهم، وصدق مودتهم، وذلك لأن حقيقة الأشخاص تظهر في الظروف الصعبة وليس في الظروف العادية حيث تكون الحياة وردية ولطيفة.
  • التظاهر بعدم وجود المشكلة
  • هو أول تصرّف يقوم به الأزواج الذين يعانون من الخلافات بصورة مزمنة في علاقاتهم. حيث يجيدون التصرُّف والتعامل وكأن شيئًا لم يكن، وكأن كل شيء على ما يرام، مع أن الحقيقة أنه لا شيء على ما يرام! قد يتظاهر الزوج بالسعادة، وتتظاهر الزوجة بالاهتمام بأمور أخرى، فيما الوضع يُخفي تحته الكثير من السخط، والكثير من الغضب المكتوم.
  • لماذا يفعل الأزواج ذلك؟
  • للأسف فإنهم يقومون بذلك لأنهم لا يملكون حلًّا للمشكلة، ولخوفهم من تفاقمها، ولخوفهم من تأذّيهم ومشاعرهم في حالة ما واجهوا الطرف الآخر وقال لهم كلامًا يجرحهم. قد يبدأ طرف بإلقاء اللوم، فيقوم الآخر بمهاجمته، ثم يتحول الأمر إلى عراك، ثم ينزوي كل طرف إلى ركن يلملم فيه أشتاته ومشاعره المبعثرة يمينًا وشمالًا.
  • لكن هل التجاهل هو الحل؟
  • وكيف يمكن حل الخلافات الزوجية بالمشاعر والمودة؟ تكمن البداية في مواجهة المشكلة والاعتراف بوجود خلاف غير مريح لأطراف العلاقة. يجب مواجهة المشكلة وحلّها بنيّة الحفاظ على المودة الصادقة بين الأزواج، وليس الحفاظ على الصورة الاجتماعية، أو الاستمرار من أجل الأطفال، أو لأن ذلك أنسب لكلاهما معًّا! إن المشاعر الطيبة موجودة وتحتاج فقط إلى الصدق في أحلك الظروف، وإلى الإيمان بإمكانية استعادتها في العلاقة في أي وقت.
  • يجب أن يسأل كل طرف نفسه:
  • من أين أتيت بأفكاري عن الحياة الزوجية؟ وعن الخلافات فيها؟ لماذا أعتقد في ضرورة شعوري بالمشاعر السلبية أثناء الخلاف؟ إن الزوج الحكيم والزوجة الحكيمة يؤمنون أن الخلاف لا يُفسد للود قضية، وأن الاختلاف طبيعة بشرية. وهم يؤمنون أنه لا علاقة بين الخلاف والشعور بالغضب والسخط، وأنه يمكن أن يختلفوا بود وحنان. من الممكن أن يقول الزوج: "حبيبتي لا أوافقك الرأي مع احترامي".
  • فترد عليه الزوجة قائلة: "أشكرك حبيبي وأنا كذلك أختلف معك إنما أقدّر مشاعرك".
  • شيء أخير،
  • لا يجب أن يتنازل طرف ما عن رغباته أو شخصيته ليُرضي الطرف الآخر، إنما يكفي أن يكون مقدِّرًا بحق لمشاعره، ويختلف معه في جو من الاحترام المتبادل. لن يكون الزوج والزوجة أبدًا نسخة من بعضهما البعض، إنما يكفي أن يكونا متفقين على الاحترام ومراعاة المشاعر ليحلّوا خلافاتهم بحب.

شارك المقالة